منتديات ثانوية الدرفوفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور المسجد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الامبراطور العظيم
-
-
الامبراطور العظيم


ذكر
عدد الرسائل : 171
العمر : 40
مزاجي : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

دور المسجد Empty
مُساهمةموضوع: دور المسجد   دور المسجد I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 3:51 pm

دور المسجد
في التنمية المهنية والعلمية


إعداد
الدكتور أنور نصار
جامعة القدس المفتوحة

المقدمة
المسجد في المجتمع الإسلامي له أهمية كبرى ودور عظيم في تنمية المجتمع وترشيده، ولا يقل هذا الدور في أهميته عن أثر المسجد في تكوين الفرد المسلم، بل إن المسجد ميدان تعليم وتطبيق في لحظة واحدة…. ميدان تعلم حيث يتعلم المسلم فيه كيف يحترم شعور الآخرين وكيف ينضبط في الصف مع المصلين، وباهتمامه بالصلاة تعليم له على أحوال إخوانه المسلمين بالإضافة إلى أمور دينه وأخلاقياته إلى غير ذلك من جوانب حياته.
وفي المسجد يتم تطبيق ما تعلمه المسلم …. لأنه المكان اللائق الذي يجب أن يكون موضوع إجلال الجميع، وعلى النتائج الحاصلة من هذا التطبيق ينعكس في نفسية المسلم وعلى سلوكه ما يهدف إليه المسجد خارج حدوده، وهذا ما جعل من المسجد مكاناً هاماً له أثره الأكبر في بناء المجتمع الإسلامي.
لذا فإن المسجد لم يكن مكاناً لأداء الصلاة فقط، ولكن كان يمثل الموجه في بناء المجتمع من كل جانب بما توحيه الرسالة المحمدية، ففتح أبوابه للصلاة، ولتوجيه المجتمع توجيهاً إسلامياً سواء من خلال المنبر أو حلقات العلم والدرس أو الأحداث التي تجري داخله، إذا كانت الفرصة مهيأة للاجتماع والتعارف، وتقوية الروابط الأخوية بين المسلمين، فالصلاة وحدها والتي يظن البعض أنها علاقة بين العبد وربه، هي في الحقيقة شحنة روحية هائلة ودرس أخلاقي واجتماعي ونفسي يدفع الإنسان إلى الطريق الأفضل في حياته وعلاقاته مع الآخرين بسلوك يتسامى ويتعالى لأنه يستمد توجيهه من التربية الإسلامية.
وعلى هذا فإن المسجد قام بأدوار تربوية متعددة في المجتمع الإسلامي في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين بشكل واضح ومؤثر أكثر من أي عصر مر بعد ذلك، وسنعرض لهذه الأدوار التربوية بدءاً بالتربية الإيمانية وانتهاءً بالتربية الإعلامية وبيان أسباب نجاح المسجد في أداء هذه الأدوار.




التربية الإيمانية للمسجد:
"إن الوظيفة الأولى للمساجد هي أنها أماكن عبادة، فيها يؤدي المسلمون صلواتهم وجمعهم أو جماعاتهم، ويقرءون القرآن ويذكرون الله. (بحوث مؤتمر رسالة المسجد، 1395هـ، ص222).
وصدق الله "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين". (التوبة: 18)
وعمارة المساجد تعني تشييدها وإقامتها وبنيانها، وبالتالي عمارتها العبادة والاجتماع فيها للجماعة، وبقراءة القرآن والذكر، والاعتكاف وهذا هو المعنى الأهم في العمارة.
إن مهمة المساجد هي كما بين الله سبحانه وتعالى بقوله "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة". (النور: 36).
ومن الآية نرى أن الله تعالى أذن أن ترفع بيوته بتعظيمها ورفع شأنها بالتقديس والتطهير وإقامة الشعائر الدينية فيها بعد رفع قواعدها وبنيانها.
وذكر الله فيها "عام" يشمل الصلاة نفسها والأذان وقراءة القرآن والتسبيح والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
ولذا حث الدين الإسلامي على ارتياد المساجد وحضور الجماعة فجعل ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله – من كان قلبه معلق بالمساجد أي، بالتردد عليها وإقامة الصلاة فيها وعمارتها.
وروى مسلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح".
كل هذا لما فيه من اتصال العبد المؤمن بخالقه جل وعلا ولما فيه من القوة الروحية التي يفتقر إليها الإنسان، واستمرار الصلاة في المسجد إمداد للجماعة الإسلامية بالقوى التي لابد منها لإصلاح المجتمع.
"إلى جانب هذا ما تشتمل عليه الصلاة من أسرار في تكرارها وحكم بالغة حيث كررها خمس مرات يومياً لتكون "حماماً" روحياً للمسلم يتطهر بها من غفلات قلبه وأدران خطاياه". (القرضاوي، 1393هـ، ص214).
وليس أثر الصلوات مقصوراً على جانب واحد فقط بل هناك عدة جوانب منها النفسي، والجسمي، والعقلي.
فمناجاة العبد به وتذلله إليه واعترافه بخطاياه وطلب العفو والمغفرة وترك الدنيا جانباً عند الدخول إلى المسجد أمور تدخل إلى النفس طمأنينة وراحة تختل فيها وتريحها من عناء التفكير في الخطيئة والذنب.
"ومفتاح الصلاة الطهور : " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا. (القرضاوي، 1393 هـ، ص 217).
وهكذا فإن اشتراط التطهر للصلاة في الثوب والبدن والمكان أمر لا تتم الصلاة إلا به، وفي هذا ما فيه من النظافة التي تجلب الصحة للإنسان.
"ولا يأمر القرآن بمجرد الصلاة، ولكنه يأمر بإقامتها وتعبير الإقامة له مدلول كبير، فيه حضور القلب وإعمال الفكر وصفاء الروح وخشوع الجوارح وطهارة النفس والبدن، وهو الجو الذي يتيح للقرآن أن يصل إلى غايته، فيتسامى بالنفس فوق دوافع الجسد، ويحررها من أسرار شهواتها ويطهرها من الإثم والعدوان، ويسد فيها منافذ الشيطان ويكيف سلكوها ويطبعه بطابع القرآن.(محمد قطب، 1399 هـ – ص 190-191).
إن إبراز ملامح التفاف المسلمين حول المقاصد الإسلامية ووحدة العقيدة والكلمة هو هذا التوارد على الصلوات المكتوبة جماعة في المسجد حيث تترسخ العقيدة الإسلامية في القلوب وتتعمق روح التعاون وتقوى عرى التكافل في حياة المسلمين، وتنبثق الأخلاق الكريمة وتنتشر، بل وتتزايد في ظل الإخاء والتسامح والتساوي الذي يظهر أنه لا عنصرية ولا طبقية في الإسلام بل الجميع سواسية عند الله لا تفريق بينهم إلا بالتقوى. " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (الحجرات : آية 131).
التربية التثقيفية:
كان المسجد أعظم معاهد الثقافة لدراسة القرآن والحديث والفقه واللغة وغيرها من العلوم، وأصبح كثير من المساجد مراكز هامة للحركة العلمية، وانصرف بعض فقراء المسلمين لطلب العلم في المسجد النبوي الشريف حيث بنى الرسول الصفة " وهي مكان مظلل في شمالي المسجد يأوي إليه فقراء المسلمين الذين حبسوا أنفسهم لطلب العلم". (حسن إبراهيم حسن، 1964م، ص 421).
"ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس في المسجد النبوي بالمدينة لتعليم المسلمين أمور دينهم وتبصيرهم عاقبة أمرهم حتى كان مجلسه تنافساً بين الصحابة رضوان الله عليهم، كلهم يبغي السبق إلى حضور هذا المجلس العلمي والظفر بالإنصات إلى الدروس النبوية، وكان عليه السلام إذا صلى الصبح انصرف إلى موضوع الأسطوانة المسماة اليوم أسطوانة التوبة إشارة إلى توبة أبي لبابة حيث يتحلق حوله أصحابه حلقاً بعضها دون بعض وكان يحدثهم إلى طلوع الشمس. (مؤتمر بحوث رسالة المسجد، 1395هـ، ص 242).
كما كان الإمام مالك بن أنس يتبع خطى الرسول صلى الله عليه وسلم.
"لقد ورد أنه كان يجلس في أول انتصابه للعلم بالمسجد".(مؤتمر البحوث، 1395، ص 243).
في المسجد النبوي الأسطوانة التي كان يجلس إليها الرسول صلى الله عليه وسلم هذا إلى جانب غيره من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين جلسوا للتعلم في المسجد، ومن جاء بعدهم حتى إنشاء المدارس.
"وكان من الطبيعي بالنسبة لتطور مفهوم العلم في الإسلام أن تنشأ البذرة الأولى دينية محضة، فالناس بحاجة إلى تفهم الدين الجديد ومعرفة قواعده وأصوله، وفهم أهدافه ومراميه، ومن ثم فالمكان المناسب لذلك هو المسجد"
(سعيد إسماعيل علي، 1978، ص13).
"فكان المسجد أول مدرسة جماعية منظمة عرفها العرب لتعليم الكبار والصغار ولتربية الرجال والنساء.
(عبد الرحمن النحلاوي، 1399 هـ، ص1302).
ومن هنا نرى أن المسجد لم يكن للصلاة فقط بل كان إلى جانب أداء الصلاة مكاناً للتعليم و مدارسة القرآن الكريم وتفهم معانيه على يدي رسول الله عليه السلام وأصحابه الذين تعهدوا هذا العمل النبيل من بعده وحرصوا على استمرار رسالة المسجد العلمية ابتغاء وجه الله واتباعاً لسنة الرسول المعلم والمربي صلى الله عليه وسلم.
"ومن الثابت أن أهل العلم في القرون الأولى لم يتقاضوا رواتب من الحكومات فيما عدا ما نسمع عنه من الجوائز والصلات بين الحين والحين، وهذه ليست رواتب، وقد اعتمد العلماء على أنفسهم وعلى الجماعة في شئون معاشهم ولا شك في أن الجماعة تكفلت بمعاش المعلمين".(حسين مؤنس، 1401هـ، ص36).
"وأشهر من امتاز بالعلم وتخصص للحياة العلمية وكثر بها أصحابه وتلاميذه : زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وأخرج هؤلاء سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير بن العوام، ومن بعدهما ابن شهاب الزهري القرشي وغيره كثيرون"(سعيد اسماعيل علي، 1978، ص112).
ولقد كان من الطبيعي أن يكون المسجد هو مقر تعليم قراءة القرآن والحديث الشريف والتفسير وأوامر الدين ومن ينوب المسلمين نظراً لمكانة المسجد السامية التي أوجدها الإسلام. لذا فإنه لا يكاد يوجد مسجد يخلو من حلقات العلم والتعليم.
"وفي صحيفة همام بن منية :"أن عدد المساجد التي بنيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة مساجد، وأن أكثرها اتخذ مدارس للتعليم. (علي عبد الحليم محمود، ص45).
"وكان الحج يجمع المئات في أركان المسجد الحرام يجلسون للفتاوى بتدريس العلوم، وكذلك فعل التابعون من كبار الفقهاء وأصحاب الحديث ورجال التفسير حتى ذكر أن المسجد الحرام كان يغص في عهد الأمويين ….، والعباسيين من بعدهم بحلقات العلم، هذا يفسر القرآن، وذاك يروي … الحديث متصلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك يفضل مسائل الفقه أو غير بعيد منه إمام في العربية والشعر يتلو الشواهد ليثبت الحرف الأصيل بالكلمة الفصيحة مستنداً إلى آية من كتاب الله أو رواية عن رسول الله أو منقول من عربي أصيل". (مجلة رسالة المسجد، 1398هـ، ص15).
ويبدو لنا أن طلاب هذه الحلقات العلمية هم خليط من أفراد المجتمع الإسلامي لا طبقية بينهم ولا تفاضل، ولا يرد أحد عن الاستماع إلى ما يدور أو يدرس، ولا يمنع أحد من المناقشة وإبداء الرأي و الاستفسار عما خفي أو جهل.
"وأي جامعة شعبية كالمسجد تسع الجميع في رحابها، في الليل والنهار في الصيف والشتاء، ولا ترد طالباً شيخاً كان أو صبياً، ولا تشترط رسوماً ولا تأميناً، ولا تضع قيوداً ولا عراقيل".(يوسف القرضاوي، 1393هـ، ص226)
ولم تكن مدرسة المسجد قاصرة على تعليم الفقه وتفسير القرآن الكريم ورواية أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحها وتدارس بعض العلوم الإسلامية، بل درست فيه العلوم والمعارف الأخرى كعلم الكلام وغيره.
"ومع مرور الأيام كانت تعقد في المسجد حلقات لدراسة الكيمياء والفيزياء والهندسة والفلك والطب وغيرها من العلوم ما تنهض به الجامعات الآن" (محمد علي قطب، ص49،50).
وغني عن البيان ذلك الدور الكبير الذي قام به المسجد منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل خدمة العلم والمتعلمين من أبناء الأمة الإسلامية مما يجعل الإنسان المسلم يفخر به خاصة في الوقت الذي لم تكن فيه مدارس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://azou9.mam9.com
 
دور المسجد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثانوية الدرفوفي :: المواد الادبية :: التربية الاسلامية-
انتقل الى: