منتديات ثانوية الدرفوفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور المسجد2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الامبراطور العظيم
-
-
الامبراطور العظيم


ذكر
عدد الرسائل : 171
العمر : 40
مزاجي : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

دور المسجد2 Empty
مُساهمةموضوع: دور المسجد2   دور المسجد2 I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 3:52 pm

نظامية ولم يكن للدولة دخل في العلوم والمعارف التي تدرس – جزى الله أهل العلم من علماء وفقهاء وأئمة خير الجزاء لما قاموا به من عمل جليل دونماً يسألون عن ذلك من الناس أجراً أو من الدولة مرتباً.

التربية الاجتماعية:
ينفرد المجتمع الإسلامي بنظامه الخاص – والعلة الرئيسية هي – "أنه مجتمع من صنع شريعة خاصة، جاءت من لدن إله، فهذه الشريعة التي وجدت كاملة منذ نشأتها غير مدرجة تدريجاً تاريخياً … هذه الشريعة هي التي أوجدت المجتمع وإقامته على أسسه التي أرادها الله لعباده لا التي أرادها بعض هؤلاء العباد لبعض، وفي ظل هذه الشريعة تم نمو الجماعة الإسلامية. ووجدت ارتباطات العمل والإنتاج والحكم، وقواعد الآداب الفردية والاجتماعية ومبادئ السلوك وقوانين التعامل … ووسائل مقومات المجتمع الخاصة التي تحدد نوعه وترسم له طريق النمو والتطور". (سيد قطب 1398هـ، ص 63).
وحري بالمسجد أن يقوم بدوره في بناء هذا المجتمع لأنه مركز التوجيه والإشعاع ومقر التخطيط لبناء المجتمع ومنبر الهداية والإرشاد لجميع من دخله من المسلمين دون تفريق بينهم.
إن من أول ما دعا إليه الإسلام عدم التفرقة بين المسلمين فقيرهم وغنيهم، عربيتهم وعجميتهم، ولم يفضل أحداً على أحد إلا بقدر تقوى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وما من مكان يتجلى فيه هذا القانون الاجتماعي بصورة جلية مثل المسجد إذ يقف الجميع في صف واحد في الصلاة وقد ذابت وانصهرت جميع الفوارق التي تميز بعضهم عن بعض.
إن وحدة المجتمع الإسلامي وتكاتفه وقوته مستمدة من أمور منها عدم التفريق بين الأجناس والطبقات والأعمار، لذا أصبح هذا المجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
ليس هذا في الصلاة فحسب بل حتى في المعاملات الشرعية والشخصية، والاجتماعية في الحياة.
إن المسجد هو المكان الطبيعي الذي يجمع المسلمين لغرض واحد وبنية خالصة خلف إمام واحد لا يتخلفون عليه، هذا الاجتماع الذي يوحي بالتآلف والوحدة، هو السبيل إلى السيطرة على طبائع النفوس ونزعاتها فبداخل المسجد يتربى المسلم على تطهر نفسه وتصحيح عقيدته في القرب من ربه، سراً وعلانية، وفي داخل المسجد يتربى المسلم على الاتصال بإخوانه المسلمين والسؤال عنهم… وتقوية الروابط الاجتماعية بينه وبينهم مما يجعله يهتم بجميع شؤونهم، وفي اجتماع المسلمين في المسجد يشعر الجميع بالقوة والانتماء للجماعة مما يجعل الفرد منهم يشعر بالطمأنينة ويحس بالراحة النفسية والكرامة والأمان.
ويتجسد خارج المسجد هذا الشعور الاجتماعي في تعامل المسلمين وتفاعلهم في شكل أمة واحدة داخل الفرد الواحد بحكم ما اكتسبوه من القيم والفضائل في المسجد.
إن اعتياد المسجد والتردد عليه ينعكس على سلوك الفرد في مجتمعه وبذلك يحمل الفرد المسلم في دخيلة نفسه روح الجماعة التي يقف معها بين يدي الله مما يجعله يسعى إلى الحفاظ على كيان المجتمع الذي هو جزء منه. وما الأمة إلا تلك المجتمعات المكونة من الأفراد.
والأمة الإسلامية هي الجديرة بأن تسمى أمة لما يربط بين أفرادها بعضهم البعض ومجتمعاتها بعضها البعض من الروابط والقوى التي منشأها الدين الإسلامي.
"والأمة هي المجموعة من الناس تربط بينها آصرة العقيدة وهي جنسيتها وإلا فلا أمة، لأنه ليست هناك آصرة تجمعها، والأرض، والجنس، واللغة والنسب، والمصالح المادية القريبة لا تكفي واحدة منها، ولا تكفي كلها لتكوين أمة إلا أن تربط بينها رابطة العقيدة". (سيد قطب، ص85).
وليس أدل على هذا القول من قوله تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" (آل عمران: آية110).
وقوله تعالى: " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".(الأنبياء: آية92).
"ولم يكن المسجد مقصوراً على الذين تجب عليهم الصلاة شرعاً من الرجال بل لقد حرص الإسلام على رعاية الأطفال، فلقد كانوا يأتون المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يرعى شئونهم ويتلطف بهم ".(خير الدين وانلي، 1391هـ، ص124).
وكان يجوز في صلاته (أي يقصر) إذا سمع بكاء الصبيان "فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه". (رواه البخاري ومسلم).
ومن هنا نرى جواز حضور النساء الصلاة في المسجد والجلوس لسماع الخطب والوعظ والإرشاد وتلقي علوم الدين وتعاليمه.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها" (أخرجه الشيخان).
كما خصص الرسول للنساء دروساً خاصة وخاصة في العيدين حيث يكون جزء من الخطبة موجهاً لوعظ النساء وإرشادهن وذلك لاستحباب خروجهن مع الأطفال في صلاة العيد.
ولقد جعل النبي المسجد بمثابة مكتب للخدمة الاجتماعية وجميع التبرعات ومعاونة المحتاجين (إلى جانب أداء الصلاة فيه).
"حدث أن وفد عليه قوم عراة مجتابي النمار – أو القباء – متقلدي السيوف فتعمر وجهه – أي تغير – لما رأى ما بهم من الفاقة، فأمر بلال فأذن وأقام ثم صلى ثم خطب في الناس حاثاً لهم على رعاية الرحم وتقدير الخير، فانهالت التبرعات من الدنانير والثياب والبر والتمر حتى تكون كومان عظيمان من الطعام والثياب، فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم و أعطى القوم حتى سروا".(سعيد إسماعيل علي، 1978، ص101).
ولئن كانت المؤسسات الاجتماعية "اليوم" تبذل قصارى جهدها للاهتمام بالفئات التي تحتاج إلى الرعاية والعناية الاجتماعية من المعوقين والفقراء والمعوزين والمرضى والغرباء واليتامى ممثلة في دور الرعاية الاجتماعية فإننا نرى المسجد النبوي قبيل خمسة عشر قرناً من الزمان كان يقوم بهذا الدور على أكمل وجه، كما كان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم مقام … الجمعيات الخيرية في جمع الزكاة والصدقات من الموسرين والمنفقين وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة.
ولقد وجدت في المسجد وفي مؤخرته على وجه التحديد "الصفة" يأوى إليها الغرباء والمعدمون ويجدون فيها الطعام والشراب والكساء والمبيت كما كانت الصفة هذه مكاناً لإقامة الذين حبسوا أنفسهم لطلب العلم|.
"والصفة مكان مظلل في شمالي المسجد يأوى إليه فقراء المسلمين".(حسن إبراهيم حسن، 1964، ص421).
ويبدو لنا من الحادثة السابقة مدى تأثير الخطبة التي ألقاها الرسول في المسلمين والتي يهيب فيها بالمسلمين التبرع ومساعدة المحتاجين، ولم يتأخر أحد في تقديم ما تجود به نفسه استجابة لمطلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم تكن هذه الخطب إلا واحدة من خطب مثيلة لها في التأثير والاستجابة في مختلف شئون الحياة الإجتماعية والدينية والأخلاقية ومن هذا نجد مبدأ التكافل الاجتماعي يتخذ طريقاً له في المجتمع الإسلامي من خلال المنبر بشكل لا يتحقق فيها لو كان في مكان غير المسجد.
ولهذا بقيت المجتمعات المسلمة قوية متماسكة في ظل الظروف حتى بعد أن اندثرت الدولة وانهارت النظم الإدارية التي كانت تنظم للناس أمور معاشهم لأن كل فرد من أفراد المجتمع الإسلامي يحمل في أعماق روحه روح الجماعة التي تفرض عليه مد يد العون لأخيه المسلم دون أن يسأله من هو أو من أين أو ما إلى ذلك، بل يسار إلى تفريج كربته لأنه يعلم أنه يدين بعقيدة التوحيد مثله سواء بسواء. ومن هنا جاءت عظمة هذا الدور الذي قام به المسجد.
"إن النظام الاجتماعي الإسلامي قد انبثق من العقيدة الإسلامية وتكيف وجوده بالشريعة الإسلامية، يجب أن يظل دائماً خاضعاً في نموه وتجديده – للأصل الذي انبثق منه وللشريعة التي كيفت وجوده، يجب أن تكون الشريعة الإسلامية هي المسيطرة على كل تطور في نظام المجتمع الإسلامي".(سيد قطب 1398هـ، ص 138).
وما دام المجتمع يؤمن بعقيدة التوحيد ولا يرضى غيرها – بل جعلها نبراس حياته العامة والخاصة واتسم بها سلوك الفرد والجماعة فإن عقيدة التوحيد هذه –بكل إشعاعاتها– تسيطر سيطرة تامة على كل جوانب النظام الاجتماعي الإسلامي، وتحدد مقوماته وخصائصه وآدابه ومعاملاته وحقوقه وواجباته والعلاقات والارتباطات في هذا النظام بكل صوره …. وأشكاله.
من هذا كله يتضح لنا الدور الاجتماعي الذي كان يقوم به المسجد باعتباره جزءاً من دوره التربوي في المجتمع الإسلامي.
كما يتضح أن هذا الدور – الدور الاجتماعي – سار جنباً إلى جنب وباتزان بديع مع الأدوار التربوية الأخرى التي كان يقوم بها المسجد في المجتمع الإسلامي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://azou9.mam9.com
 
دور المسجد2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثانوية الدرفوفي :: المواد الادبية :: التربية الاسلامية-
انتقل الى: