مقدمة:
حاولت فرنسا احتلال المغرب منذ أواخر القرن 19م و لم تتمكن من فرض حمايتها عليه إلا سنة 1912 و مع ذلك لم يكتمل الإحتلال إلا في سنة 1934 مما يؤكد صلابة المقاومة.فما هي مراحل الإحتلال التي عرفها المغرب و كيف واجهت المقاومة المغربية قوات الحماية الفرنسية .
I - مر احتلال المغرب عسكريا بعدة مراحل:
* كان المغرب محط أطماع الدول الإمبريالية خلال القرن 19 فاشتدت المنافسة حوله غير أن فرنسا تمكنت من الحصول على موافقة باقي الدول و اقتسام مناطق النفوذ مع إسبانيا ، فشرعت في التخطيط لإحتلال المغرب ، و فرضت على السلطان المولى عبد الحفيظ توقيع معاهدة الحماية "معاهدة فاس " يوم 30 مارس 1912 لتتخذها كسند قانوني لتبرير عملياتها العسكرية المعروفة تحت اسم " عمليات التهدئة" بقيادة الجنرال ليوطي ، و استعملت خلالها أحدث الأسلحة ، و جندت لها جيوشا من المرتزقة و أبناء المستعمرات و بعض الأهالي ، كما نهجت أسلوب الإغراء و التقرب من شيوخ و قواد القبائل إضافة إلى التجسس بواسطة مصلحة شؤون الأهالي و رغم هذه الوسائل المتعددة فإن الإحتلال الكامل للتراب المغربي تطلب منها عدة مراحل
II - أدت عدة عوامل إلى ظهور الحركة الوطنية : * خلف الإستغلال الإستعماري عدة مشاكل اقتصادية و اجتماعية ، حيث جرد المغاربة من ممتلكاتهم و ثروات بلادهم كما حرم المثقفون من الوظائف ، كما أصدرت فرنسا الظهير البربري 16 ماي 1930 فتكتل الوطنيون بهدف نشر أفكار الحركة الوطنية بين المغاربة و فضح الممارسات الإستعمارية عن طريق نشر بعض الصحف المغرب، عمل الشعب ، السلام، الحياة ...) و الجمعيات الثقافية و الرياضية و المسرح... * أنشأ المغاربة عدة أحزاب و نقابات خلال عهد الحماية:</FONT></FONT>
II - ساهمت عدة ظروف على تقدبم عريضة المطالبة بالإستقلال: * حطمت الحرب العالمية الثانية فكرة تفوق الدول الإستعمارية، كما أن لقاء أنفا يناير 1943 دفع محمد الخامس لطرح ملف المغرب أمام روزفلت و تشرشل لتطبيق ميثاق الأطلنتي و ميثاق الأمم المتحدة و الهادفان إلى حق الشعوب في تقرير مصيرها ، و منذ سنة 1937 وقعت القطيعة بين الحركة الوطنية و الإقامة العامة التي رفضت مطالب الإصلاح، فأعلن حزب الإصلاح، و حزب الوحدة في المناطق الشمالية عن المطالبة بالإستقلال في تطوان 18 دجنبر 1942 .
كما أن حزب الإستقلال و بتنسيق مع محمد الخامس قدم عريضة المطالبة بالإستقلال يوم 11 يناير 1944 إلى المقيم العام الفرنسي و المفوضتين البريطانية و الأمريكية بالمغرب، كما قام حزب الحركة القومية بنفس الإجراء يوم 13 يناير 1944 بزعامة محمد بن الحسن الوزاني مبرزا وحدة الصف المغربي في المطالبة بالإستقلال.
* أصدر حزب الإستقلال جريدة العلم سنة 1946 و تزايد عدد المنخرطين في الحزب، كما غيرت الحركة القومية اسمها فأصبحت تدعى: حزب الشورى و الإستقلال و أصدرت جريدة الرأي العام كما تشكل الحزب الشيوعي المغربي سنة 1943 و تأسست نقابة الإتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب 1946 لتصبح جزءا من الحركة الوطنية كما أكد محمد الخامس في كل المناسبات على استقلال المغرب سواء خلال زيارة باريس يونيو 1945 أو زيارة طنجة أبريل 1947 متشبثا بوحدة المغرب و سيادته.
* أقدمت فرنسا على عزل إريك لابون و تعيين الجنرال جوان 23 ماي 1947 قصد إرغام محمد الخامس على التعاون مع الحماية عير أن السلطان رفض توقيع الظهائر التي تنقص من السيادة المغربية، و أكد خلال زيارته لفرنسا 1950 على سير المغرب نحو الإستقلال كما سعت الحركة الوطنية إلى كسب الدعم من جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة بعد أن تشكلت جبهة وطنية واحدة في أبريل 1951 .
* فشل الجنرال جوان و عينت فرنسا الجنرال كيوم ووجهت للسلطان تهمة التعاون مع الوطنيين و أقدمت على نفي محمد الخامس يوم: 30 غشت 1953 مما تسبب في ظهور الحركات الفدائية في معظم المناطق المغربية
III - مر استكمال الوحدة الترابية بعدة مراحل: * بعد الإعلان على استقلال المغرب و توقيع اتفاقية 02 مارس 1956 عمل على استرجاع باقي الأراضي و منها :
طنجة ( أكتوبر 1956 ) طر فاية ( 1958 ) سيدي إيفني ( 1969 ) الساقية الحمراء بعد المسيرة الخضراء ( 1975 ) ثم إقليم وادي الذهب ( 1979 ) و لا يزال المغرب يطالب بحقوقه في مدينتي مليلية و سبته و الجزر التابعة لهما..
* تمكن المغرب من استرجاع الأقاليم الصحراوية بعد تنظيم المسيرة الخضراء 06 نونبر 1975 و التي جاءت بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي و التي أكدت من خلالها على وجود روابط البيعة بين ملوك المغرب و قبائل الأقاليم الصحراوية
خاتمة :تمكن المغرب بعد كفاح طويل دام 44 سنة و جمع بين المقاومة المسلحة و المقاومة السياسية من الحصول على الإستقلال و الدخول في مرحلة اتمام الوحدة الترابية و استكمال السيادة الوطنية.