روسيا و رهانات التحول مقدمة:
ظهرت روسيا الإتحادية بعد تفكك الإتحاد السوفياتي ، تصل مساحتها إلى حوالي : 17075400Km2 و يصل عدد السكان بهذه الجمهورية إلى:144000000hab خرجت من النظام الإشتراكي إلى تطبيق نظام اقتصاد السوق،فما هي مظاهر التحول الذي شهدته روسيا؟ و ما هي النتائج المترتبة عن هذا التحول؟
I - معظم أراضي روسيا منبسطة و تغلب عليها القارية:
1 - تمتاز التضاريس بكثرة الإنبساط:
* تمتد السهول غرب نهر اينيسيي، و تتشكل أساسا من قسمين:
أ - السهل الروسي الغني بتربة التشيرنوزيوم
ب- سهل سيبيريا الغربية و الذي تتخلله مجموعة كبيرة من المستنقعات
* أما الهضاب فتشكلها خاصة سيبيريا الوسطى ذات الصخور الصلبة مما جعلها تعرف عدة انكسارات أهمها الأخدود الذي تشغله بحيرة بايكال.
* و تتكون المرتفعات من كتل قديمة تمثلها جبال الأورال الغنية بالثروات الطبيعية، و الجبال الحديثة التي تنتصب في الشرق و الجنوب، و تعرف حركة نتيجة براكينها النشيطة.
2 - مناخ روسيا شديد القارية:
نظرا لترتيب التضاريس ( انبساط الشمال و ارتفاع الشرق و الجنوب ) ، و الموقع العرضي فإن روسيا تعرف توغل الكتل الهوائية القطبية و ضعف تسرب الهواء المحيطي فانتشر المناخ القاري إذ تتعدى فترة التجمد الأربعة أشهر في جل الأراضي الروسية مما يعيق النشاط الفلاحي. و قد يتسبب ذوبان الجليد في انتشار الوحل { الراسبوتيتزا }
| | | | |
تحرر التربة من الجليد | الطايكا | الأنهار شتاء | التوندرا |
II - اتجهت روسيا الإتحادية من النظام الموجه إلى النظام الليبيرالي:
* تفكك الإتحاد السوفياتي بعد سنة 1991 مما أدى إلى زعزعة النظام الإشتراكي و ظهور مجموعة من المشاكل تطلبت إحداث تعديلات جذرية مما سمح بظهور المرحلة الليبيرالية و التي تعتمد على أسس اقتصاد السوق و المبادرة الحرة و تشير الخطاطة إلى أهم مظاهر النظام الإقتصادي في روسيا:
التنظيم الإقتصادي في روسيا | |
المرحلة الليبرالية ( ابتداء من 1991 )
اقتصاد السوق | المرحلة الإشتراكية (1917-1991 )
اقتصاد موجه |
خوصصة الأراضي: تشجيع الملكيات الفردية
إنشاء المقاولات الفلاحية | تأميم الأراضي:الكولخوزات( أراضي جماعية )
السوفخوزات (أراضي الدولة ) | الفلاحة |
خوصصة المؤسسات الصناعية / خلق مقاولات خاصة / تشجيع الإستثمار الأجنبي / الإهتمام بالصناعات الإستهلاكية | التخطيط المركزي: تأميم المناجم و المعامل
الإهتمام بالصناعات الأساسية و العسكرية | الصناعة |
تحرير القطاع التجاري: إنشاء مؤسسات تجارية خاصة الإنفتاح على الخارج : حرية المبادلات التجارية | تأميم المؤسسات التجارية
مراقبة الدولة للقطاع التجاري الداخلي و الخارجي | التجارة |
III - تضم روسيا الإتحادية إمكانيات معدنية وطاقية تساهم في تطور الصناعة:
* يلاحظ أن روسيا الإتحادية هي البلد الصناعي الوحيد الذي يتوفر على الإكتفاء الذاتي في إنتاج مصادر الطاقة مع توفرها على معادن متنوعة مما جعلها تعطي الإهتمام بالمجال الصناعي و خاصة الصناعات الأساسية في مناطق الكوزباس ، الأورال ، و الكورسك...مشتملة على عدة أنواع أهمها : الصلب ، الألمنيوم ، البتروكيمياء.... كما تطورت الصناعات التجهيزية و خاصة: غزوالفضاء و الصناعات العسكرية و الإلكترونيك ... إضافة إلى الصناعات الإستهلاكيةكالنسيج و الصناعات الغدائية و الميكانيكية... إلا أنها تظل غير قادرة على سد الحاجيات
* و يتجه النشاط التجاري نحو التحرر من احتكار الدولة حيث تحررت التجارة الخارجية منذ 1986 و 1988 و تحررت الأسعار منذ سنة 1992 ، و لا تزال التجارة الخارجية ضعيفة على المستوى العالمي .. و تمتاز المواصلات بالضعف نتيجة عدة عقبات منها تجمد الأنهار و البحار و انتشار الراسبوتيتزا...
أهم الصادرات في روسيا | النفط و الغز الطبيعي | |
مواد أخرى | |
المعادن | |
منتوجات مصنعة و تجهيزية | |
الأسلحة | |
مواد فلاحية | |
خاتمة :
إن صعوبة الظروف الطبيعية و اهتمام الدولة بالصناعات العسكرية و الأساسية على حساب باقي القطاعات الإقتصادية هي العوامل التي جعلت الإنتاج الإستهلاكي لا يكفي لسد حاجيات المواطنين فاضطرت الدولة للإستيراد كما دفعتها المشاكل الإقتصادية للإقتراض و البحث عن المساعدات الأجنبية لسد العجز.
مقدمـة :تحولت روسيا بعد سنة 1991 من قوة اقتصادية فاعلة إلى مجرد هامش مندمج في المجال العالمي.
- فما هي الخصوصيات الطبيعية والبشرية والصناعية لروسيا؟
- І –
1 ـ الخصوصيات الطبيعية:
يغلب على تضاريس روسيا طابع الانبساط، ويشكل نهر إينيسي فاصلا بين أهم السهول الممتدة غربا (سهول سيبيريا الغربية) والتي تتخللها مستنقعات وتغطيها تربة التشيرنوزيوم الخصبة، وبين الهضاب الممتدة شرق النهر والتي هي عبارة عن صخور قديمة، أما الجبال فتتكون من كتل قديمة تمثلها سلسلة جبال الأورال ومن جبال حديثة مرتفعة بالشرق والجنوب تتخللها البراكين.
تقع معظم أراضي روسيا بأقصى شمال الكرة الأرضية، مما يجعلها منفتحة على المؤثرات القطبية الباردة والجافة، حيث تقل درجة الحرارة عن الصفر ببعض المناطق أكثر من ثمانية أشهر في السنة، ومما يزيد من قساوة المناخ ضعف المؤثرات البحرية وامتداد الحزام الجبلي بالشرق والجنوب الذي يمنع دخول المؤثرات المدارية.
2 ـ الخصوصيات البشرية:
يبلغ عدد سكان روسيا حوالي 144.5 مليون نسمة، وقد عرفت نسبة التكاثر الطبيعي تراجعا ملحوظا بسبب صعوبة الحياة اليومية وتزايد نسبة الفقراء.
تبلغ الكثافة العامة للسكان 8.6 نسمة في الكلمتر المربع، إلا أنها تختلف من منطقة لأخرى حسب الظروف الطبيعية والتاريخية والاقتصادية، إلا أن حوالي 80 % من السكان يتجمعون بالغرب (القسم الأوربي) والجنوب الغربي (58 % من مساحة البلاد)، وأهم المدن موسكو، سان بترسبورغ.
3 ـ الخصوصيات الصناعية:
تتركز أكبر المناطق الصناعية بالقسم الأوربي غربا، وتضم مراكز للصناعة الثقيلة وصناعة السيارات بالإضافة إلى مركبات كبرى للنسيج ومعالجة الخشب والورق بجانب مراكز للبحث ومختبرات للتكنولوجيا العالية (صناعة الفضاء والطاقة النووية). كما تنتشر مناطق صناعية أخرى بالجنوب خاصة قرب مناطق استخراج الحديد ومراكز توليد الطاقة.ІІ – تشهد روسيا مجموعة من التحولات تمس مختلف المستويات:
1 ـ التحولات على المستوى التنظيمي والمجالي:
- مرت التحولات التنظيمية بروسيا بثلاث مراحل أساسية:
à مرحلة النظام الاشتراكي (1917- 1985): بنجاح الثورة الروسية اندمجت روسيا في إطار إتحاد سوفياتي فيدرالي اشتراكي، تميز بهيمنة الحزب الوحيد وتأميم وسائل الإنتاج وإعطاء الأولوية للصناعات الأساسية.
à مرحلة نظام البريسترويكا (1985- 1991): تميزت بظهور رابطة الدول المستقلة وبداية دمقرطة الحياة السياسية وفتح المجال للقطاع الخاص مع إنشاء التعاونيات الاقتصادية وإتباع سياسة الشفافية.
à مرحلة نظام السوق : مع بداية سنة 1991 تعرض الاتحاد السوفياتي للتفكك وظهرت دولة روسيا الاتحادية، حيث عملت الدولة على نهج سياسة الخوصصة بتحرير الأسعار والأجور والسماح بحرية إنشاء المقاولات وإلغاء مساعدات الدولة للمقاولات.
- عرفت روسيا تحولات مجالية مهمة، فبعد أكثر من 70 سنة من الاندماج في إطار الاتحاد السوفياتي، ظهرت سنة 1989 رابطة الدول المستقلة التي ضمت 12 بلدا مستقلا حلت محل النظام الفيدرالي للاتحاد وشكلت روسيا محور هذه الرابطة، كما شكلت أستونيا وليتونيا وليتوانيا مجموعة دول البلطيق التي انضمت للاتحاد الأوربي سنة 2004.
أدت مجموعة من العوامل الداخلية والعالمية إلى تفكك رابطة الدول المستقلة سنة 1991 وظهور روسيا كدولة مستقلة تميزت بكونها أكبر وأوسع بكثير من باقي الدول المستقلة الأخرى.
2 ـ التحولات على المستوى الاقتصادي والديمغرافي:
- شكل الاتحاد السوفياتي نموذجا للاقتصاد الاشتراكي المبني على التوجيه والتخطيط المركزي والتنظيم التعاوني إلا أن تفكك النظام الفيدرالي سنة 1991 نتجت عنه تحولات اقتصادية كبرى بعد الاتجاه نحو اقتصاد السوق والمبادرة الحرة.
عرف الإنتاج الصناعي تراجعا ملحوظا مما أثر على مؤشر الناتج الوطني الخام، كما تراجعت مناصب الشغل في المؤسسات العمومية وشبه العمومية في حين خُلقت مناصب شغل جديدة في القطاع الخاص الذي تطور على حساب القطاع العام بعد دخول رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار بالبلاد.
- تعرف نسبة التكاثر الطبيعي بروسيا تناقصا مستمرا منذ سنة 1992 بسبب تراجع مؤشر الخصوبة إلى أقل نسبة بأوربا، كما عرف أمل الحياة انخفاضا كبيرا بسبب ارتفاع معدل الوفيات الناتج عن تقهقر النظام الصحي وانتشار الأمراض والإدمان عن الكحول والحرب في الشيشان وكل هذا أدى إلى تراجع نسبة الفئات النشيطة.
ІІІ – تواجه روسيا مجموعة من المشاكل:
1 ـ المشاكل الاجتماعية:
بفعل التحولات العميقة التي يعرفها الاقتصاد الروسي بفعل الانتقال من نظام اشتراكي توجهه الدولة إلى نظام ليبرالي يعتمد اقتصاد السوق وتحرير الأجور والأسعار، أصبح المجتمع الروسي يعيش مجموعة من المشاكل كانتشار البطالة وتراجع التغطية الصحية وتفاوت مستوى الدخل الفردي ما بين المناطق الشرقية والشمالية التي ترتفع بها الأجور بسبب ظروف العمل الصعبة بمناجم استخراج البترول، وبين المناطق الجنوبية الغربية التي تنخفض بها الأجور لانتشار المدن الكبرى حيث ترتفع الكثافة السكانية وتتوفر اليد العاملة الرخيصة.
2 ـ
|