solaxe عضو ذهبي
عدد الرسائل : 494 العمر : 31 مزاجي : 0 تاريخ التسجيل : 06/04/2008
| موضوع: الرياضات : قصة ألف ليلة وليلة المعاصرة الأحد أبريل 13, 2008 8:34 am | |
| الرياضات : قصة ألف ليلة وليلة المعاصرةللرياضات في مراكش طابع خاص جدا، إذ انتقلت من دور الباشاوات وأعيان المدينة التي كانتها في السنوات والعقود الفارطة إلى محلات "راحة تامة" لعدد كبير من الأجانب الذين اكتشفوا إمكانية تغيير المناخ تماما، والعيش في ظروف قريبة من ظروف "العصر الوسيط" (moyen age) على حد تعبير فرنسي مقيم بمراكش، لم يتعب من ترديد شعار قال إنه رائج في الأوساط السياحية الفرنسية مفاده أن "العصر الوسيط يوجد على مرمى ثلاث ساعات من باريس". عصر وسيط يفهمه كل قادم إلى مراكش بطريقته الخاصة. ففي الوقت الذي ترى أغلبية السواح القادمين أن العصر الوسيط يعني تغيير الجو، والهروب من مدينة متقدمة جدا حد خنق المنتسبين يوميا إليها، إلى فضاء أقل اختناقا وأكثر ارتماء في أحضان طبيعة خلابة، ترى قلة أخرى من السواح أنفسهم أن أهم ما ميز العصر الوسيط هو التوفر على جواري وإماء، والتمكن من مضاجعة الأطفال الصغار في غياب رادع قانوني. لعله السبب الذي دفع بجمعية من جمعيات المجتمع المدني الفرنسي هي جمعية "صوت الأطفال" (la voix des enfants) إلى إصدار تحقيق حذرت فيه حكومة ماتينيون من تحول المغرب إلى وجهة مفضلة لعدد من السواح الفرنسيين الذين يريدون ممارسة الجنس مع الصغار، وهو نفس السبب الذي جعل يوما دراسيا احتضنته مراكش ذاتها تناول حالات مائة طفل دون الثامنة عشرة تعرضوا لممارسات جنسية بسبب "الفقر و...السياحة"! بالنسبة للمراكشي العادي، الأمر لا يتعلق ببانكوك مغربية، ولا بوجهة للسياحة الجنسية المنظمة الخاصة بالأطفال، بل بتتالي عدد من الظواهر السلبية التي خلقت الأرضية الملائمة لظهور هذا النوع من الممارسات: «أطفال مشردون في كل مكان، يحتاجون لمن يمنحهم خمسة دراهم أو عشرة، وفي غالب الأحايين لا يعرفون في البدء ما الذي ينتظرهم أو ما الذي يتعرضون له، لكن ومع توالي التجارب، يصبحون أسرى إدمان هذا المال السهل، أو هذه اللقمة الطرية المبحوث عنها بكل الطرق، أو هذا السقف الذي يعفيهم من ابتلاع كل برد الكون في ليلة ممطرة في أحد أركان المدينة» يقول أحد المراكشيين، قبل أن يضيف «المشكل يبتدئ حينما تكثر الظاهرة، ويصبح لها متعهدوها، وعلى رأسهم يوجد لحد الآن الصمت الذي يسيطر على الظاهرة، ويرعى استمرارها وبقاءها حبيسة الكتمان أو التداول الخفي». القضايا هنا لا تنقص، وهي كثيرة على لسان المراكشيين الذين يشيرون إلى أن الدولة لاتهتم بهذا الأمر إلا حين اندلاع فضيحة كبرى مثل تلك التي كانت مسرحا لها تارودانت، أما في باقي الأيام العادية فالهدوء "المريب" يصاحب تلك الحركة الغريبة التي تكون رياضات معروفة داخل المدينة وخارجها مقرا لها. «الكل يعرف ما الذي يقع في هذه الأمكنة، لكن لا أحد يريد قطع الطريق على ما قد يكون في المستقبل القريب وصمة عار في جبين المغرب كله» يعلق فاعل جمعوي مراكشي. 600 رياض أغلبيتها توجد في المدينة القديمة، وقصتها ابتدأت بالضبط نهاية الستينيات، مع بداية تكون طبقة بورجوازية مغربية جديدة اغتنت من تحولات ما بعد الاستقلال، واعتبرت أن السكنى في المدينة القديمة لم تعد تتماشى مع وضعيتها الاجتماعية الجديدة، فكانت الهجرة إلى الأماكن الفارغة في المدينة الحمراء، وكان إفراغ هذه الدور العتيقة التي بقيت في أغلبها عرضة للإهمال، إلى أن شرع في اقتنائها أجانب رأوا في المدينة عمقها التاريخي النادر، وتوفرها على روح حقيقية. في البدء كانوا من الهواة العاشقين، مثل دنيس ماسون صاحب ترجمة معاني القرآن الكريم الشهيرة أو خوان غويتيسولو الكاتب الإسباني المعروف وغيرهم، لكن مع بداية تشكل الصورة العامة لإقامات تقليدية فاخرة تباع بثمن بخس داخل المدينة العتيقة بمراكش،ومع ازدياد اهتمام الإعلام الفرنسي خصوصا والأوربي عموما بهذه الوجهة، كان لابد من الانهيار الذي يصاحب أي تدفق كبير. أصبحوا بالعشرات، ثم تحولوا إلى مئات من الأجانب بعضهم لا يرى مراكش إلا من سطح رياض(ه) حين يخرج لاستنشاق بعض هواء بعد ليلة أو ليالي ساخنة فيها كل شيء مباح، وبعضهم الآخر يكتفي بإقراض المفتاح في باريس أو نيس لأصدقاء يأتون للاغتراف من هذا المعين السهل والرخيص، دون أدنى اكتراث بالجيران الذين قد تدفعهم نوبة غيرة أو نخوة، أو مجرد تعرض إبنة أحدهم أو ابنه لمعاكسة غير مقبولة إلى الوقوف في باب الرياض وطلب الشرطة، قبل أن تتفرق "الجوقة"بسرعة بعد أن يعد "أصحاب الحال" بالتدخل، وبعد أن يعتذر "الكاوري" بعد أن يخرج يده من جيبه، ويمدها إلى من أتى لفك الاشتباك، للسلام ولأشياء أخرى في انتظار القادمات... اشتباكات يقال هنا إنها تقع دائما، وأنها قنابل موقوتة ستنفجر في يوم من الأيام في وجه الجميع إذا لم يتم العمل من أجل وضع حدود لها. «تصور أن البعض يجد نفسه يقطن منزلا متهالكا يوجد بين رياضين تحولا إلى قصرين - يقول أحد سكان المدينة العتيقة - وتحولا في الوقت ذاته إلى ماخورين، وهو مضطر لأنه لا يمتلك إطلاقا شروط التحول من منزله إلى التعايش مع ما يسمعه وما يراه يوميا، وإلا فإنه ضد السياحة والسواح، وضد وصول البلد إلى رقم عشرة ملايين سائح». تشنجات جعلت هذه الإقامات التقليدية مقتصرة في مراكش على الأجانب من ذوي الدخل المتوسط فقط، أما الأغنياء حقا، فقد اختاروا مسارا آخر...مع ناعومي كامبل في سريرها !»الأغنياء حقا، وأصحاب الأموال التي لا تنتهي لا يسكنون مع "البخوش" داخل المدينة القديمة، بل لا يسكنون مراكش أصلا، إنهم ينقلون مراكش إلى منازلهم!» صاحب هذا الكلام مرشد سياحي، يجد صعوبة في كتمان فخره بالمعلومات المتوفرة لديه، ويعد وهو يشير بيديه جهة الجبل، بأن يوصلنا إلى حيث "الجنة الحقيقية" «واحة النخيل، سكنى الأغنياء في مراكش، الأرض خلاء، لكنها تساوي الذهب، الملايين الحقيقية. فكل الكبار يقطنون أو يمرون مرة في السنة من هنا» خارج مراكش بكيلومترات معدودة، تعلو أسوار كبرى منازل يصفها الداخلون إليها بالقصور الحقيقية. هنا لا يمكن أن يذكر أمامك إسم مالك لمنزل ما دون أن تحرك حاجبا أو يدا أو عينا للدلالة على الدهشة: مادونا، براد بيت، جوليا روبرتس، هنري ليفي وزوجته آرييل دومباسل، جمال الدبوز، فوضيل، باف دادي، وآخر المقبلين على إنجاز شهادة للسكنى عند مقدم مراكشي لطيف: عارضة الأزياء ناعومي كامبيل! بيت بمئات الملايين من الأوروات، رقم غير قابل للنطق على لسان المرشد السياحي، وغير قابل للكتابة هنا، والمهم فيه أو الأهم أنه يتأرجح بين مليار ومليار ونصف (مغربية) ستأتي إليه عارضة الأزياء السمراء ثلاث أو أربع مرات - على أكثر تقدير - في السنة، وسيظل بقية الوقت مقفلا يحتاج لمن يحرسه ويتكفل بأشغال صيانته وتنظيفه. وحسب القناة الفرنسية الخاصة "إم 6" التي أنجزت روبرتاجا في الموضوع فإن السيدة السمراء تحتاج أثناء النوم إلى كثير مساحة لكي تطلق فيها كل أعضائها، والنتيجة أن مهندس المشروع اعترف بأن سرير السيدة يبلغ طولا خمسة أمتار، وعرضا ثلاثة أمتار، وهو رقم يوحي بإمكانيات عديدة للقيام بغير قليل من الأشياء فوق هذه "الناموسية" الضخمة، من الهرولة إلى ممارسة...الكولف، وصولا إلى بقية الرياضات الأخرى أولمبية كانت أم غير أولمبية. ميزات هذه المساكن، للراغب في الحلم، كثيرة، لكن محدثنا يشدد على أن أهمها بالنسبة للنجوم والمشاهير الذين يقصدون مراكش هو كونها سرية، «فأغلب هذه الدور تتوفر على مدارج إقلاع ونزول للطائرات الصغيرة الخاصة، وكل ما يمكنك أن تراه إذا كنت فضوليا من الدرجة الأولى هو الصوت الذي تخلفه هذه الطائرات الصغيرة أثناء الصعود والنزول قبل اختفائها في كبد السماء أو داخل الدار التي نزلت في مطارها. وبالنسبة لهؤلاء المشاهير الذين يهربون من "الفضيحة" هذه السرية التي تتوفر لهم في مراكش لا تقدر بثمن لذلك تجدهم مستعدين لدفع أي شيء مقابل حيازة ركن لهم فوق هذه الجنة الأرضية» أي حاجة لمطار مراكش المنارة إذن؟ لا حاجة بالنسبة لهؤلاء الذين قد يأتون جماعات أو فردانا من أجل إحياء حفل عيد ميلاد ليلة سبت والعودة صباح يوم الأحد إلى نيويورك أو باريس أو لندن لمواصلة العمل "الشاق" الذي ينتظرهم، بل لا حاجة لمراكش كلها، إذ أن الحفلات التي تقام داخل هذه الفيلات تنقل جو مراكش الأصلي إلى داخل الدور، فتجد إذا "حن عليك الله ودخلت" جامع الفنا كاملا داخل الفيلا، ومدربي القرود والأفاعي، «بل ربما تجد الكتبية وصهريج المنارة إذا بحثت جيدا في كل أركان المنزل» حسب تعبير صديقنا المرشد السياحي الذي غير شعوره مع تقدم الحديث من الفخر إلى الغيرة التي كانت كل ملامحه تنطق بها. كم يترك كل هؤلاء العابرين في مراكش من مال؟ الإجابة على هذا السؤال تشبه اقتحام واحد من هذه القصور: عالية ولاتترك لك حتى فرصة التأمل في إمكانية تحقيقها أو الوصول إليها. إنهم - بتعبير مسؤول في مجلس المدينة - «هدية من السماء إلينا علينا الحفاظ عليها بكل الوسائل الممكنة "وصافي" أما بقية الأشياء فمن الأفضل تغيير المكان، والبحث عن إجابات لها في أمكنة بعيدة....ما رأيك بجامع الفنا؟«المختار لغزيويالأحداث المغربية: الأحد 26 دسمبر 2004document.write(' '); document.write(' '); solaxe@2008 | |
|